تولي منظمة شباب التمكين اهتمامًا كبيرًا بدعم التعليم كونه حجر الأساس لبناء المجتمعات القوية والمستقرة. ومن هذا المنطلق، أطلقت المنظمة في الأول من يناير 2024 مشروع “تعزيز العملية التعليمية للطلاب الجامعيين – إسناد 2”، كامتداد لمبادراتها المستمرة في توفير بيئة تعليمية مستقرة ومشجعة للطلاب الجامعيين.
التعليم بوابة الفرص والتمكين
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الكثير من الأسر، قد يجد الطلاب الجامعيون أنفسهم أمام تحديات كبيرة تهدد استمرارهم في التعليم، خصوصًا في غياب الدعم المالي الكافي. مشروع إسناد 2 جاء ليكون جسر عبور لهؤلاء الطلاب نحو إكمال مسيرتهم الجامعية دون قلق من الأعباء المالية التي قد تعيق تقدمهم.
المشروع يؤمن بأن التعليم ليس فقط حقًا لكل فرد، بل هو مسؤولية مجتمعية تتطلب تدخلات حقيقية لدعم الطلاب المتميزين والطموحين الذين قد يفقدون فرصهم لأسباب خارجة عن إرادتهم.
تفاصيل الدعم وآلية التنفيذ
يستهدف المشروع 100 طالب وطالبة من الجامعات، حيث يحصل كل منهم على دعم مالي شهري بمعدل 50,000 ريال يمني، يتم تحويلها مباشرة إلى حساباتهم البنكية في بداية كل شهر منذ تاريخ التحاقهم بالمنحة وحتى تخرجهم من الجامعة، شريطة التزامهم بشروط ومعايير المشروع.
لكن المشروع لم يقتصر على الجانب المالي فقط، بل صُمم ليقدم برامج تدريب وتأهيل متكاملة تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب والطالبات في مجالات متعددة، منها المهارات الحياتية، والقدرات القيادية، ومهارات العمل الجماعي، حتى يكونوا جاهزين للانخراط بفاعلية في الحياة الاجتماعية والمهنية بعد التخرج.
استمرارية وتأثير متجدد
مشروع إسناد 2 ليس مبادرة عابرة، بل هو جزء من برنامج مستدام يتكرر في بداية كل عام منذ ثلاث سنوات. هذا الاستمرار يعكس إيمان منظمة شباب التمكين بأهمية خلق أثر طويل الأمد في المجتمع من خلال دعم التعليم، وتوسيع قاعدة المستفيدين سنويًا لتشمل أكبر عدد ممكن من الطلاب الذين يحتاجون إلى هذا النوع من الدعم.
خلال السنوات الماضية، أثبت المشروع نجاحه في تمكين عشرات الطلاب من استكمال تعليمهم الجامعي، والانطلاق نحو حياة أكثر استقرارًا ومساهمة في بناء مجتمعهم.
شراكات تضمن النجاح
تم تنفيذ المشروع في القاهرة – المظفر – صالة، بالتعاون مع جمعية إسناد لتمكين الطلاب اليمنيين، التي لعبت دورًا هامًا في تسهيل إجراءات التنفيذ، والمتابعة الدقيقة لحالات الطلاب، وضمان التزامهم بالشروط المحددة للحصول على الدعم المستمر.
الاعتماد على شراكات موثوقة مع المؤسسات التعليمية والمجتمعية ساعد في ضمان نجاح المشروع وتحقيق أهدافه على أرض الواقع، كما خلق بيئة دعم قوية تحيط بالطلاب من جميع الجوانب.
استثمار في قادة المستقبل
تؤمن منظمة شباب التمكين أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في قادة الغد وصُنّاع المستقبل. مشروع تعزيز العملية التعليمية للطلاب الجامعيين هو أحد الأدوات التي تسعى المنظمة من خلالها إلى تمكين الشباب، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تجعلهم عناصر فاعلة في مجتمعاتهم.
ستستمر المنظمة في تطوير مثل هذه المشاريع التعليمية التي تمنح الطلاب فرصة حقيقية لإكمال تعليمهم، وتفتح لهم الآفاق لبناء مستقبلهم بثقة واقتدار. التعليم هو البداية، ولكن الأثر الذي يصنعه يمتد ليغير حياة كاملة، ومجتمع بأسره.
