تسعى منظمة شباب التمكين إلى أن تكون جزءًا فاعلًا في صناعة التغيير الإيجابي داخل المجتمعات، من خلال مشاريع متنوعة تهدف إلى تعزيز قدرات الشباب والمرأة، وإتاحة الفرص لهم ليكونوا شركاء حقيقيين في تحقيق السلام والتنمية. وفي هذا الإطار، أطلقت المنظمة مشروع “تطوير المهارات الحياتية لطلاب الجامعات” الذي جاء ليسهم بشكل عملي في تمكين الشباب والمرأة وإعدادهم ليكونوا عناصر مؤثرة في بناء مجتمعاتهم.
أهمية تطوير المهارات الحياتية لطلاب الجامعات
في المراحل الجامعية، يحتاج الشباب إلى ما هو أبعد من المعرفة الأكاديمية، فهم بحاجة إلى تنمية مهارات الحياة الأساسية التي تساعدهم على التفاعل بفاعلية مع التحديات اليومية في المجتمع. تأتي هذه المبادرة لتسد هذه الفجوة، حيث تستهدف تدريب الشباب والنساء الجامعيين على بناء المهارات الحياتية والمعرفية التي تؤهلهم ليكونوا عناصر مبادرة في مجتمعاتهم، وقادرين على الإسهام في صناعة السلام على أرض الواقع.
محتوى المشروع وأهدافه
يركز المشروع على تقديم دورة تدريبية مكثفة مدتها أسبوع واحد، يتم فيها تدريب المشاركين على مجموعة من المهارات العملية والمعرفية التي تعزز من قدراتهم في التفاعل مع قضايا المجتمع، وتدفعهم نحو العمل المشترك في بناء السلام. خلال هذه الدورة، يتلقى المشاركون تدريبات في مجالات التواصل الفعّال، حل النزاعات، العمل الجماعي، وفهم مفاهيم السلام الاجتماعي.
كما يسعى المشروع إلى خلق بيئة تعليمية تفاعلية تتيح للمشاركين فرصًا حقيقية للتعبير عن آرائهم ومشاركة تجاربهم المختلفة، مما يساعد في بناء جسور من الثقة والتفاهم بين الشباب والنساء من مختلف الخلفيات الاجتماعية.
تمكين الشباب والمرأة في مجتمعاتهم
إيمانًا من منظمة شباب التمكين بأهمية دور الشباب والمرأة في النهوض بالمجتمع، جاء هذا المشروع ليعزز مشاركتهم الحقيقية في عمليات بناء السلام، ليس فقط كمتدربين بل كصانعين للتغيير. يهدف المشروع إلى تمكين المشاركين من امتلاك الأدوات والمهارات التي تؤهلهم ليكونوا جزءًا من الحل، ويمنحهم الفرصة ليكونوا قادة في محيطهم المحلي.
إشراك المرأة بشكل فاعل في هذه المبادرة كان من الركائز الأساسية للمشروع، انطلاقًا من إيمان المنظمة بقدرة المرأة على إحداث تأثير إيجابي في بيئتها متى ما توفرت لها الأدوات والدعم المناسب.
شراكات فاعلة ودعم مستمر
نفّذ المشروع بالتعاون مع جمعية إسناد لتمكين الطلاب اليمنيين، والتي كانت شريكًا رئيسيًا في توفير البيئة المناسبة لتنفيذ التدريب. احتضنت صالة القاهرة – المظفر فعاليات الدورة التدريبية، التي استمرت لمدة أسبوع، واستفاد منها 69 مشاركًا من الشباب والنساء الطموحين.
هذه الشراكات المحلية تعكس حرص منظمة شباب التمكين على بناء علاقات قوية مع مؤسسات المجتمع المدني لتحقيق الأثر الأوسع، وضمان استدامة مثل هذه المبادرات مستقبلاً.
نحو مجتمع أكثر وعيًا وسلامًا
تؤمن منظمة شباب التمكين بأن الطريق نحو مجتمع مزدهر يبدأ بتأهيل الإنسان، ومن هنا يأتي إصرارها على إطلاق مثل هذه المشاريع التي تستثمر في طاقات الشباب والمرأة. مشروع تطوير المهارات الحياتية لطلاب الجامعات هو لبنة من لبنات هذا الطريق، وخطوة عملية نحو مجتمع يزخر بالكفاءات الشابة القادرة على بناء السلام والمشاركة في التنمية الحقيقية.
ستواصل المنظمة العمل على تطوير مشاريع مماثلة تضع الشباب والمرأة في قلب عملية التغيير، وتفتح لهم الآفاق ليكونوا صوت السلام الفعّال في مجتمعاتهم.