في مشهد مليء بالتحديات الاجتماعية والإنسانية، لا تزال الأسر التي فقدت معيلها تواجه ظروفًا قاسية قد تدفعها إلى حافة العزلة والفقر. ومن هنا جاءت استجابة منظمة شباب التمكين من خلال إطلاق “مشروع إدارة الحالات 2” في الأول من يناير 2024، وهو مشروع يهدف إلى توفير دعم متكامل لهذه الأسر ومساعدتها على استعادة توازنها والانخراط من جديد في المجتمع.
واقع صعب يتطلب تدخلاً عاجلاً
عندما تفقد الأسرة معيلها الأساسي، فإنها لا تخسر فقط مصدر دخلها، بل تفقد شعورها بالأمان والاستقرار. هذه الخسارة لا تكون مالية فقط، بل نفسية واجتماعية تؤثر على كل فرد داخل الأسرة، وتدفع الكثيرين منهم نحو العزلة أو الاعتماد الكامل على المساعدات الطارئة.
جاء مشروع إدارة الحالات ليقدم لهذه الأسر نموذجًا مختلفًا من الدعم، يعتمد على توفير حماية شاملة تستهدف تحسين جودة حياتهم بشكل مستدام، وتمكينهم من استعادة دورهم كأفراد فاعلين في المجتمع.
تفاصيل المشروع وآلية الدعم
يرتكز المشروع على تقديم مساعدات مالية شهرية ثابتة للأسر المستهدفة، بهدف توفير احتياجاتهم الأساسية وضمان الحد الأدنى من الاستقرار الاقتصادي لهم. يتم تحويل هذه المساعدات بشكل دوري بداية كل شهر لضمان استمرارية الدعم ووصوله في الوقت المناسب.
لكن الدعم لم يتوقف عند الجوانب المالية فقط، حيث يقدم المشروع أيضًا دعمًا نفسيًا وخدمات اجتماعية متخصصة تهدف إلى مساعدة الأسر على تجاوز آثار الفقد والتكيف مع واقعهم الجديد. من خلال جلسات الدعم النفسي والإرشاد الاجتماعي، يتم العمل على تعزيز شعورهم بالثقة والقدرة على مواجهة التحديات اليومية.
تعزيز الاندماج المجتمعي
واحدة من أهم أهداف المشروع هي إعادة دمج هذه الأسر في المجتمع، وعدم تركها تعيش في عزلة أو شعور بالهامشية. ولهذا السبب، يعمل فريق المشروع على متابعة أوضاع الأسر المستفيدة بشكل مستمر، ويساعدهم على الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، كما يشجعهم على المشاركة المجتمعية الفاعلة.
الاندماج الاجتماعي للأسر التي تمر بهذه الظروف لا يتحقق إلا من خلال تقديم حزمة متكاملة من الدعم تتجاوز المساعدات المالية لتصل إلى بناء الثقة وتعزيز الشعور بالانتماء.
شراكات إنسانية تعزز النجاح
تم تنفيذ المشروع في القاهرة – المظفر – صالة، بالتعاون مع مؤسسة أضواء للتنمية، التي لعبت دورًا محوريًا في تنفيذ الأنشطة وتسهيل الوصول إلى الأسر المستهدفة، كما وفرت البيئة المناسبة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي بطريقة مهنية تحترم خصوصية المستفيدين.
هذه الشراكة أثبتت أن العمل المشترك بين المنظمات يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا في حياة الأشخاص الذين يمرون بظروف استثنائية.
نحو مستقبل أكثر أمنًا وإنسانية
مشروع إدارة الحالات 2 هو نموذج لمشاريع الحماية الاجتماعية التي تتبناها منظمة شباب التمكين بهدف بناء مجتمع أكثر رحمة وعدالة، لا يتخلى عن أفراده في أوقات الأزمات.
ستواصل المنظمة العمل على توسيع مثل هذه المبادرات الإنسانية التي تمنح الأسر الضعيفة فرصة حقيقية للعيش بكرامة، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة لبناء مستقبل أفضل بعيدًا عن الهشاشة الاجتماعية والاعتماد الكامل على المساعدات.
في كل مشروع تطلقه، تؤكد المنظمة أن الحماية الحقيقية تبدأ من دعم الإنسان نفسيًا واقتصاديًا، ومرافقته في رحلة استعادة حياته بكل تفاصيلها.
